فتوى لفضيلة الشيخ / صالح بن فوزان بن عبد الفوزان
3 ـ ما صحة حديث البطاقة المشهور لدى العلماء وهل فيه استدلال على عدم تكفير تارك الصلاة حيث إنه من غير المعقول أن شخصًا يصلي وليس له
حسنات فالصلاة وقبلها الوضوء والمشي إلى المسجد كلها حسنات، والرجل لم يعمل حسنة قط وله 99 سجلاً كلها سيئات ومعاصي فما رأي فضيلتكم؟
3 ـ ما صحة حديث البطاقة المشهور لدى العلماء وهل فيه استدلال على عدم تكفير تارك الصلاة حيث إنه من غير المعقول أن شخصًا يصلي وليس له
حسنات فالصلاة وقبلها الوضوء والمشي إلى المسجد كلها حسنات، والرجل لم يعمل حسنة قط وله 99 سجلاً كلها سيئات ومعاصي فما رأي فضيلتكم؟
حديث البطاقة حديث صحيح. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وقال الذهبي في "التلخيص": صحيح - وهو حديث عبد بن عمرو: (يصاح برجل من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسع وتسعون سجلاً كل سجل مد البصر. ثم يقال: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيقول: لا يا رب. فيقال: ألك عذر أو حسنة؟ فيهاب الرجل ويقول: لا. فيقال: بلى إن لك عندنا حسنة. وإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج له بطاقة - وهي الورقة الصغيرة - فيها: أشهد أن لا إله إلا ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فيقول: يا رب وما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم. فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة) [رواه الحاكم في "مستدركه" (1/529) من حديث عبد بن عمرو رضي عنهما] فهذا الحديث الشريف فيه أن التوحيد يكفر به الخطايا التي لا تقتضي الردّة والخروج من الإسلام، أما الأعمال التي تقتضي الردة فإنها تناقض كلمة التوحيد وتصبح لفظًا مجردًا لا معنى له، قيل للحسن البصري رحمه : إن ناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا دخل الجنة. فقال: من قال: لا إله إلا فأدى حقها وفرضها دخل الجنة (1).
فكلمة لا إله إلا سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، والسبب لا ينفع إلا إذا توفرت شروطه وانتفت موانعه، فالمنافقون يقولون: لا إله إلا فلا تنفعهم، وهم في الدرك الأسفل من النار، لأنهم يقولونها بألسنتهم فقط من غير اعتقاد لمعناها وعمل بمقتضاها.